رجوع

تقرير أيفاد  أ.م.د. جعفر صادق معتوق احد تدريسي قسم هندسة البناء والانشاءات الى المانيا الاتحادية

 

لقد تم أيفادي الى ألمانيا الأتحادية جامعة أرلانجن – نورنبرغ ضمن برنامج تدريب الملاكات التدريسية للفترة من 15/9/2014 ولغاية 15/10/2014 وأدرج أدناه ملخصا لبرنامج الأيفاد مع بعض المقترحات :

الأسبوع الأول للبرنامج تضمن محاضرات نظرية ألقيت من قبل المختصين وكذلك طلبة الدكتوراه الدارسين في جامعة أرلانجن تمحورت وتركزت حول تكامل الثقافات وتبادل المعارف والخبرات بين الدول والشعوب أضافة الى الأساليب التي تتبعها الدول المتقدمة في أقتصادياتها ومثال ذلك ألمانيا . وتعرفنا من خلال هذا البرنامج على مفاهيم التكامل العلمي والأقتصادي مابين الجامعات والمراكز البحثية ومايعرف ب " الشركاء " ومصطلح الشركاء ضمن هذا التكامل يعني شركات أقتصادية (صناعية ، تجاري ، زراعية ) وكذلك أستثمارية (شركات نقل على سبيل المثال ) خاصة أو عامة وحتى حكومات محلية أو دولية لغرض وضع برنامج بحثي متواصل ومتطور بأستمرار لمشكلات أو تطوير قدرات لعمل هؤلاء الشركاء .

ومن خلال أتصالاتي وحواري مع بعض طلبة الدراسات العليا المرتبطين بالمسؤول المباشر على البرنامج وهو البروفسور شفيق بهادير ، أن ثمة دراسات ألتزم بها هؤلاء الباحثين وهم بعض الطلبة المحليين ( الألمان ) والأجانب من دول أخرى على وضع ستراجيات على شكل دراسات لبعض المنظومات الخدمية وكذلك البرامج الحكومية لحكومة أقليم كردستان العراق ومنها على سبيل المثال دراسة دكتوراه حول أدارة مخلفات الصرف الصحي في محافظات الأقليم . اضافة الى دراسات متعلقة بالطاقات المتجددة والتنوع الأحيائي والتوزيع الطبيعي للثروات وتقديم الستراتيجيات للأساليب الأكثر نجاعة في تنوع أقتصاديات العراق بشكل عام والأقليم بشكل خاص ووجدت الأهتمام كبير في هذا الجانب خصوصا بوجود طلبة دارسين من مواطني الأقليم .

الأسبوع الثاني من البرنامج كان السفر الى مدينة كولن الألمانية لحضور جلسات مؤتمر دافو DAVO وهو مؤتمر يعنى بشؤون الأقتصاد وكان حضورنا لأحدى سيمنارات المؤتمر كمشاركة بالأستماع والنقاشات (وأرفق طيا قائمة بوقائع المؤتمر ) . وقد قدمنا أحتجاجنا على أحد البحوث المشاركة من قبل أحد مواطني أقليم كردستان كونه يحتوي على مغالطات علمية وتطبيقية وواقعية بل وحتى ديمغرافية وطالبنا بعدم أدراجه ضمن وقائع المؤتمر وأعلمنا السفارة بذلك .

تم زيارة وزارة الأقتصاد والتعاون الأنمائي في العاصمة الألمانية بون وأستمعنا الى أيجاز عن عمل تلك الوزارة وأسهاماتها في التنمية للشعوب الفقيرة أو الدول التي تعاني من نقص بالخبرات والموارد وأكثر الأسهامات هو في تقديم المعونات والخبرات في المجالات الزراعية من بذور متطورة تساهم في زيادة الأنتاجية وكذلك الأساليب الحديثة في أدارة الموارد المائية والأعتماد على الطاقات النظيفة في أستثمار ونقل وتوزيع وتحويل الموارد المائية وكذلك أنشاء التجمعات المحلية التي تعتمد على تلك الأستثمارات .

الأسبوع الثالث تم زيارة جامعة فرايبرغ التكنولوجية في مدينة فرايبرغ بمقاطعة سكسونيا الألمانية . تلقينا هناك محاضرات حول برامج DASY LAB وبرامج الطباعة ثلاثية الأبعاد 3D printing بالأضافة الى زيارة مختبرات الطاقة المتجددة ومختبرات المكائن الثقيلة ومختبرات ميكانيك التربة والأساسات . أيضا قمنا بجولة ميدانية في باحات الجامعة للأطلاع على الوحدات التي تم توظيفها فعليا وتستخدم لتزويد بعض أقسام الجامعة بالطاقة ، وكذلك مشاهدة بعض الأبنية التي تعتمد على برنامج DASY LAB في التكييف حيث يتم التحكم بدرجات الحرارة وشدة الأضاءة المطلوبة من خلال متحسسات ترتبط بمنظومات التكييف والأضاءة عن طريق هذا البرنامج . اضافة الى أستخدام تلك المتحسسات حتى في أجراء بعض الفحوص المختبرية .

الأسبوع الرابع تم زيارة جامعة ميونخ وكلية الهندسة المدنية فيها تحديدا وتركزت الزيارة على حضور أحدى المحاضرات لطلبة الدراسات العليا في موضوع ديناميك التربة وبعدها ألقى علينا عميد الهندسة المدنية محاضرة تركزت على أسلوب عمل الكلية وأقسامها وأهتماماتها من ناحية المناهج والأبحاث والمختبرات والتعاون مع الشركاء ببرامج بحثية مستمرة وتكاملية أذ ان الأساليب البحثية هناك تكون فيها دل دراسة لاحقة تكمل توصيات الدراسات السابقة . كذلك تم الأطلاع على المختبرات التابعة لأقسام البيئة والمياه والتربة أضافة الى القيام بجولة في مكتبة الكلية .

فيما يخص عمل المكتبة فقد تم تقسيمها الى عدة أقسام . قسم يعنى بشؤون طلبة الدراسات الأولية وأحتياجاتهم وأسلوب الأعارة يكون عن طريق البحث الألكتروني أو من خلال كارتات مصنفة برفوف أنيقة . ولاحظت أن هناك رفوف خاصة تعنى بالمخططات والخرائط أيضا مصنفة بأرقام ويمكن للطالب الوصول أليها بسهولة .

فيما يخص طلبة الدراسات العليا فأن الطالب يزود برقم سري للدخول الى أقسام المكتبة pass word يبقى لديه الى حين انجاز مراحل دراسته وأسلوب الأعارة داخلي وخارجي .

أما التدريسيين والباحثين فقد خصص لهم الطابق الثاني من المكتبة يحتوي على مكاتب منفصلة مجهزة بكافة المستلزمات المكتبية كومبيوتر طبعا متصل بالأنترنت ومستلزمات مكتبية أخرى بحيث كل قسم مخصص له عدد معين من المكاتب يمكن للتدريسيين المراجعين للمكتبة الجلوس عليها وأستخدامها بالتصفح وتحضير موادهم العلمية المطلوبة وهم داخل المكتبة .

بشكل عام تم تسجيل العديد من الأفلام الفيديوية وألتقاط العشرات من الصور للمشاهدات الخاصة بكل مراحل البرنامج أضافة الى المشاهدات من واقع الحياة وطبيعة المجتمع والأساليب التكاملية مابين الفرد والمجتمعات المحلية والدولة وأخص بالذكر هنا الأسلوب المتبع في التزود بالططاقة الكهربائية للمواطنين والمؤسسات والتجمعات السكانية والصناعية وغيرها .

أن الريف الألماني وكذلك بعض المجمعات السناعية وحتى السكنية الخاصة (ضمن المدن الجامعية ) يعتمد على الخلايا الشمسية وفي بعض المقاطعات على طاقة الرياح بأستخدام دوارات الرياح . ولاحظت أن الخلايا الشمسية تنتشر على مساحات شاسعة على طول شريط قد يصل الى عدة كيلومترات وعن طريقها يتم تزود القرى القريبة منها بالطاقة والفائض منها يباع الى الدولة وهذا يعني ان الدولة تشتري الكهرباء من المواطن .

أما مايتعلق بالمجمعات السكنية وخصوصا أقسام الطلبة فأنها مجهزة بالخلايا على شكل أنابيب سولار منصوبة أسفل الشبابيك ومصممة ومنفذة بشكل يضيف لمسة جمالية للمبنى .

ومن خلال هذا الأنطباع والمشاهدة أرى أنه بالأمكان البدء بالعراق بمثل هكذا برنامج وخصوصا أن موارد الطاقة متوفرة والموضوع بحاجة فقط الى أجراء مسوحات ميدانية بيئية ومناخية لتحديد الواضع الأكثر جدوى أقتصادية لنصب تلك المنظومات .

أما المقترحات التي يمكن أدراجها هنا فيمكن أجمالها كالأتي :-

أن تخصصات المشاركين بالبرنامج متعددة وأكثر مفردات البرنامج كان مشتركا لكل هذه التخصصات وبالرغم من أن ذلك لايخلو من فائدة وتعتبر تجربة وفرصة مميزة للولوج بمعارف والتعرف على مفاهيم علمية مختلفة ألا أن الأفادة القصوى للتخصصات البعيدة كانت محدودة . عليه أقترح للمناهج المستقبلية فصل البرنامج الى مجموعة برامج أكثر تخصصية والأبقاء على بعض المفردات المشتركة التي تعتبر الأكثر أهمية . وأن تكون هذه المواضيع المشتركة عند الأيام الأخيرة للبرنامج وليس في بدايته .

أقترح أن يتم اللقاء مع الموفدين من قبل طاقم السفارة العراقية أو القنصليات العاملة في مدن الأيفاد أو القريبة منها وأخص هنا بالتحديد الملحقية الثقافية التي يكون من صلب عملها الأهتمام بهكذا برامج للعراقيين في الخارج وذلك لوجود فرص متاحة لتبادل الآراء والمقترحات في بداية الألتحاق بالبرنامج وبالتالي تكون الفائدة أكثر خصوصا أذا ماعلم المتدرب مايحتاجه منه البلد تحديدا من برنامج التدريب أضافة الى أعلام التدريسي الموفد بطبيعة المجتمع والعلاقات العامة داخل بلد الأيفاد .

أننا من خلال هذا البرنامج قد تعرفنا وبشكل شخصي وعن كثب على الأسلوب الأجتماعي للمعيشة والتداول اليومي ضمن بلد الأيفاد ولم يلتقي بنا أحد من السفارة العراقية أو القنصليات في ألمانيا فقط بالتأكيد هنا تجدر الأشارة الى لقاء القنصل العام بفرانكفورت في الأيام الأخيرة لفترة التدريب وكان اللقاء بصفة شخصية وليس رسمية وبمبادرة من السيد القنصل وكانت دعوة على العشاء في أحد الفناطق بمدينة أرلانجن مشكورا تبادلنا فيها الأحاديث العامة .

فيما يخص الأساليب المتبعة بأجراء الدراسات والبحوث في الجامعات الألمانية ومن خلال أطلاعي على المنهجية المعمول بها هناك ، أقترح أن تعمم فكرة "الشركاء" بشكل واقعي وفعلي وتطبيقي ويدعم ذلك عمل مؤسساتي في جامعاتنا ومؤسساتنا البحثية بحيث كل جامعة وحسب أختصاصاتها يتم تبنيها من قبل شريك أو مجموعة شركاء يكون تمويل البحوث والدراسات والأجهزة والمعدات المطلوبة لتلك الجامعة في مواضع محددة من قبل الشريك وبشكل دائمي ومستمر . أن هذه المنهجية لها فوائد عدة ومن أهمها تطوير وتقدم المؤسسات الخاصة لهؤلاء الشركاء أضافة الى تطوير عمل المؤسسة العلمية البحثية ومن عدة جوانب من أهمها تطوير وتكامل المختبرات والمعامل علاوة على تقدم الأبحاث لتلامس حافات العلوم بشكل مستمر ومتواصل .

أن الشركاء في العراق يمكن أن تتضمن الفقرات التالية :

مؤسسات عامة تخصصية مثلا (صناعة البتروكيمياويات )

مصانع خاصة سواء تلك القائمة أو يمكن أستحداثها

مؤسسات أستثمارية (زراعية على سبيل المثال)

مؤسسات تعنى بمصادر الطاقة التقليدية والمتجددة

مؤسسات بنكية وتجارية

وغيرها من مؤسسات وتجمعات سواء عامة أو خاصة ... أن هذا الأسلوب يؤدي الى التطوير المستمر في حقل أختصاص تلك المؤسسات أضافة الى تشغيل العديد من المهارات وأكساب العدد الآخر شهادات وأخص هنا الطلبة الدارسين في المؤسسات التعليمية واللذين يتبنون تلك البرامج وعند أنجاز هؤلاء الطلبة لبحوثهم أضافة الى حصولهم على الشهادة المطلوبة يمكنه العمل في مؤسسة الشريك كونه سيكون من الخبراء الذي يعتمد عليهم "الشريك" في مجال تخصصه

أن أغلي الأبحاث الحالية في مؤسساتنا التعليمية بالرغم من تكاملها العلمي ألا أنها تفتقر الى التطبيق كون المنهجية العلمية المتبعة بعيدة عن الجوانب التطبيقية وتفتقر الى وجود الشريك الداعم .

 

 

أ.م.د. جعفر صادق معتوق

تدريسي

قسم هندسة البناء والأنشاءات

الجامعة التكنولوجية