السلامة المهنية

رجوع

مراحل تطور السلامة المهنية:

يمكن تلخيص التغير أو التطور في هذا المجال في ثلاث مراحل:
1. مرحلة الاهتمام بالأمن الصناعي: حيث كان من يحتاج الاهتمام هم المنظمات الصناعية التي تحدث فيها أنشطة تُعرض العاملين فيها لحوادث وأمراض.
2. مرحلة الاهتمام بالسلامة المهنية: وذلك بعد أن أدى التطور التكنولوجي إلى تصاعد حوادث العمل في المنظمات غير الصناعية أيضا، كمنظمات النقل البري والجوي والمستشفيات والمتاجر وغيرها. (تسمية السلامة المهنية حماية العاملين في كل أنواع المنظمات).
3. مرحلة الاهتمام بتوفير بيئة آمنة، وبالسلامة المهنية والصحية عموما: بمعنى سلامة وصحة الفرد وخلوه من الأمراض والحوادث بغض النظر عن مصدرها، حيث وجدت المنظمات بان من الممكن أن يتعرض الفرد لحوادث ومخاطر يصعب تحديد مصدرها وتؤثر عل أداءه، بل قد يتعرض لحوادث وأمراض من مصادر غير العمل وتنعكس على أداءه (يصاب الفرد بمرض معدي أو مشكلة إدمان مخدرات مثلا، وتنعكس على أداءه والتزامه بعمله). (برنوطي، 2001م: 467).


 
مفاهيم في السلامة المهنية:

السلامة تسعى لمنع وجود أسباب الحوادث والأخطار للحيلولة دون وقوعها، وفي حالة وقوعها يكون الاستعداد لمواجهتها واحتوائها بتقليل الخسائر التي تنتج عنها بأقل درجة ممكنة. "والسلامة هي التصرف السليم النابع من إدراك الشخص وفطنته بمدى العقوبات التي قد تحدث جراء تصرفه في حالة عدم إتباع الإجراءات والاشتراطات والتعليمات المقننة للسلامة" (الزهراني، 1418هـ: 22-23). وتُعرف السلامة أيضا بأنها "مجموعة الإجراءات والاحتياجات الوقائية التي تُتخذ أو تُتبع بكفاءة عالية للتخطيط والإشراف والتشغيل والصيانة لضمان سلامة الفرد والاطمئنان على صحته" (المديفر،1426هـ: 7).
وتُعرف السلامة المهنية بحماية العاملين من إصابات ناجمة عن حوادث ذات صلة بالعمل، وتُعرف الصحة المهنية بخلو العاملين من أمراض بدنية أو نفسية ذات صلة بالعمل، وتعرف البيئة الآمنة ببيئة عمل تتمتع بالشروط الضرورية لتوفير السلامة والصحة للعاملين (برنوطي، 2001م: 467). 
وبذلك فإن السلامة والصحة المهنية هي العلم الذي يهتم بالحفاظ على سلامة وصحة الإنسان، وذلك بتوفير بيئات عمل آمنة خالية من مسببات الحوادث أو الإصابات أو الأمراض المهنية،أو بعبارة أخرى هي مجموعة من الإجراءات والقواعد والنظم في إطار تشريعي تهدف إلى الحفاظ على الإنسان من خطر الإصابة والحفاظ على الممتلكات من خطر التلف والضياع.
وتُعرف إصابة العمل بأنها الإصابة التي تحدث للعامل في مكان العمل أو بسببه، وكذلك تعتبر الإصابات التي تقع للعمال في طريق ذهابهم إلىالعمل أو طريق الرجوع من العمل إصابات عمل بشرط أن يكون الطريق الذي سلكه العامل هو الطريق المباشر دون توقف أو انحراف>
ويُعرف المرض المهني بأنه المرض الذي ينشأ بسبب التعرض لعوامل البيئة المصاحبة للعمل مثل العوامل الفيزيائية أو الكيميائية ... وغيرها، الخطرة والمضرة بالصحة، ولفترات تعرض تزيد عن الحدود المسموح بها مما قد يؤدى إلى الوفاة أو الإصابة بمرض مزمن. وتعتبر الأمراضالمهنية من إصابات العمل.



 
أهمية السلامة المهنية:

تكمن أهمية توفير بيئة آمنة وصحية في الآتي:
1. التأثير المباشر للحوادث على أداء الفرد وإنتاجيته، حيث تؤدي إلى تعطيله عن العمل، بالإضافة إلى احتمال إصابته بعجز دائم أو الوفاة.
2. تأثير الحوادث والإصابات على رضا العاملين، وعلى قدرة المنظمة على الاحتفاظ بعناصر مؤهلة (اثر أي إصابة لا تنحصر على من يتعرض لها فقط بل على زملائه أيضا).
3. تؤثر الحوادث في إنتاجية وأداء المنظمة بشكل عام، إذ تشكل الخسائر الناجمة عن الحوادث والإصابات مصدرا مهما لتقليل الإنتاجية والأداء (بسبب ما تحدثه من خسائر مالية وإيقاف للعمل، بل قد تكون من الأهمية الحاجة لإعداد إحصاءات دورية بأعداد الحوادث وتكاليفها).
4. تؤثر الخسائر على المجتمع والاقتصاد عموما، فهي تسبب إهدارا للموارد البشرية والمادية، وتولد أعباء على الأنظمة الصحية ( نجد أن الدول المتقدمة تهتم برصد هذه الحوادث وتقدير إثرها على الإنتاجية عموما، كما تحتفظ بإحصاءات، وإعداد تقديرات عن تكاليفها وتأثيرها على كل من الإنتاجية وموارد الدولة والنظام الصحي). (برنوطي، 2001م: 468-469).

ولتوضيح أكثر وبشكل عام، فالخسائر والأضرار المترتبة على حوادث وإصابات العاملين، يمكن النظر إليها على مستوى المنظمة، وعلى مستوى الدولة. كما يلي: 
1. على مستوى المنظمة: هناك مجموعة التكاليف المباشرة، ومجموعة التكاليف غير المباشرة: 
*أ. مجموعة التكاليف المباشرة لحوادث العمل: هي تكاليف الأفراد المصابين، ومبالغ التعويضات أو المعاشات المدفوعة لهم في حالات العجز أو الوفاة. 
*ب. مجموعة التكاليف غير المباشرة: وتشمل تكاليف الوقت الضائع للعامل المصاب، وتكاليف الوقت الضائع للعمال الآخرين الذين توقفوا عن العمل بسبب حب الاستطلاع أو المشاركة الوجدانية أو لمساعدة العامل المصاب، وتكاليف الوقت الضائع للمشرف أو الملاحظ، وتكاليف الوقت الذي قضاه رجال الإسعافات الأولية، وتكاليف التلفيات في الآلات والمواد المستخدمة، وتكاليف عدم الانتهاء من برامج الإنتاج في مواعيدها المحددة وغرامات التأخير والمصاريف القضائية بسبب عدم الوفاء بالعقود، وتكاليف المزايا والخدمات الاجتماعية المدفوعة للعمال المصابين دون الحصول على عمل في مقابلها، الأرباح الضائعة بسبب انخفاض إنتاجية العمال المصابين وعطل المكائن وضعف الروح المعنوية لباقي العمال.
*ج. الآثار الاجتماعية والنفسية لحوادث وإصابات العمل: هنا خسائر لا يمكن قياسها، فالآلام النفسية والحزن والمعاناة المترتبة على فقد رب الأسرة أو أحد أفرادها هي أمور غير قابلة للقياس الكمي، تماما كما هو الأمر في حالات العجز الكلي أو الجزئي والتي قد تتسبب في حالات الشلل أو حتى فقد أحد أعضاء الجسم.
2. على مستوى الدولة: إن الخسائر الاقتصادية لتلك المنظمات مجتمعة تمثل على المستوى القومي خسائر يتحملها في النهاية أفراد المجتمع، فالأفراد المصابون ينقطعون عن أعمالهم لحين الانتهاء من علاجهم، ويخسر المجتمع تلك الأيام المفقودة والتي ضاعت دونما إنتاج، مما يؤثر وبشكل بالغ على الناتج القومي للبلاد وعلى مستوى معيشة الأفراد. 


 
التزام الإدارة العليا في تحقيق السلامة المهنية:

يتفق معظم خبراء الأمن على أن الالتزام للسلامة الوظيفية يبدأ من الإدارة العليا، وبدون الالتزام التام والكامل لكل المستويات الإدارية فإن المحاولات لخفض التصرفات غير الآمنة من جانب العمال ستلاقي نجاحا أقل. والمراقب أو المشرف في المستوي الإشرافي الأول يعد بمثابة حلقة الربط الهامة في السلسلة، فإذا لم يتعامل المشرف مع السلامة الوظيفية بجدية كاملة فلا يُتوقع ممن هم تحت مسؤوليته فعل ذلك. (ديسلر، 2009م: 533).